عمان – وقعت وزارة الطاقة والثروة المعدنية والشركة العربية للتعدين (أرميكو) ، مذكرة تفاهم بتاريخ 10 إبريل الحالي، لبدء التنقيب عن خام الفوسفات في منطقة الريشة على الحدود الشرقية للأردن.
بحسب وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة ، فإن الفوسفات المستخرج من مناجم الريشة لن يُباع أو يُصدَّر كمواد خام.
عوضا عن ذلك، أوضح الوزير أنه سيتم استخدامه في عمليات تصنيع ذات قيمة مضافة عالية لتعظيم العائد الاقتصادي.
حتى الآن، لم تبدأ أعمال الحفر بعد، لكن مذكرة التفاهم تمنح شركة التعدين العربية 12 شهرًا لاستكشاف وتحديد مواقع خام الفوسفات، لبدء التنقيب والاستخراج لاحقًا. وعادة ما تتضمن عملية الاستكشاف رسم الخرائط الجيولوجية وإجراء المسوحات الجيوفيزيائية والحفر للحصول على عينات وتحليلها.
بعد مرحلة الاستكشاف في الريشة، ستنشئ شركة أرميكو مصانع متخصصة لإنتاج سلع ذات قيمة مضافة، مثل حامض الفوسفوريك والأسمدة الأخرى، بحسب رئيس مجلس إدارة الشركة محمد احمد الشحي، مشيرا الى أن الهدف من هذا العمل على المدى الطويل هو المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في العالم العربي.
على الصعيد الوطني، أكد الخرابشة أن قطاع التعدين تم تحديده في خطة التحديث الاقتصادي كأولوية صناعية عالية العوائد.
وقال الوزير في تصريح لصحيفة الغد اليومية، إن العمل جار لمضاعفة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي الأردني بحوالي 300% وقيمة صادرات قطاع التعدين بحوالي 400%، وفقًا لتوقعات الوزارة الحالية.
في عام 2021، بلغت عائدات قطاع التعدين 4.38 مليار دولار أمريكي (3.11 مليار دينار أردني)، بحسب بيان للوزارة نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) في يناير الماضي. في حين ساهمت الصناعات الاستخراجية بقيمة 2.73 مليار دولار (1.94 مليار دينار) من الناتج المحلي الإجمالي للأردن عام 2021، وبلغت إيرادات الصناعات التحويلية حوالي 4.63 مليار دولار (1.16 مليار دينار).
وفقًا لوزارة التخطيط والتعاون الدولي، تهدف خطة التحديث الاقتصادي إلى جعل الأردن مركزًا إقليميًا لتصنيع المنتجات عالية القيمة. وسيتم تنفيذ الخطة من خلال 64 مبادرة و 116 أولوية على أن يتم تمويلها بتكلفة إجمالية قدرها 443.61 مليون دولار (315 مليون دينار)، منها 128.15 مليون دولار (91 مليون دينار) مخصصة لعام 2023.
أما أعمال التنقيب عن خام الفوسفات في الريشة، فهي مستمرة منذ عام 2021. فقد أطلقت وزارة الطاقة والثروة المعدنية برنامج الاستكشاف الأولي سنتها في ديسمبر، كجزء من مشروع تكاملي مع حقل الريشة للغاز الطبيعي.
منذ ذلك الحين، تم حفر 55 حفرة استكشافية، وفقًا للتقرير الفني المنشور في عام 2022، الذي يشير الى أن الحفر قد كشف عن وجود مخزون من الفوسفات عالي الجودة؛ بتركيز يصل إلى 36٪ من خامس أكسيد الفسفور، بمتوسط غطاء ترابي يبلغ 10 أمتار وسماكة فوسفات تتراوح بين 4 و8 أمتار.
كما وأشار التقرير الى أن الشوائب المعدنية منخفضة في العينات التي تم تحليلها، بما لا يتجاوز 0.1٪، بالاضافة الى وجود احتياطيات تتجاوز 750 مليون طن من خام الفوسفات داخل منطقة الدراسة، وحسبما أكد الخرابشة، فإن هذه النتائع تعد واعدة.
من ناحية أخرى، فإن مشروع الاستكشاف الجديد هذا الذي ستقوم به الشركة العربية للتعدين يغطي مساحة 305 كيلومترات مربعة، مقارنة بالمساحة التي غطاها برنامج الاستكشاف الأولي عام 2021 والتي بلغت 90 كيلومترًا مربعًا.
وكشف الخرابشة في تصريح لمراسل الغد الاقتصادي رهام زيدان عن إمكانية تأسيس شركة مساهمة عامة مرتبطة بمشروع التنقيب عن الفوسفات في الريشة.
وأضاف أنه سيتم طرح جزء من أسهمها على المواطنين الأردنيين بهدف تعظيم الفوائد التي تعود على الأردن كدولة والأردنيين كأفراد.
كما أعلنت الوزارة فتح منطقة الريشة للاستثمار حصراً في مجالات التصنيع التحويلي ذو القيمة المضافة، بما يتوافق مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي.
وقد وقعت الوزارة خلال السنوات الثلاث الماضية عددًا من مذكرات التفاهم مع شركات محلية وعالمية لدراسة الجدوى الاقتصادية للرواسب الاستراتيجية للمعادن النادرة مثل الذهب والنحاس والليثيوم.
ومن بين مذكرات التفاهم هذه مذكرتان تم توقيعهما مع شركة أرميكو لإدارة عمليات التنقيب عن خامات الذهب والليثيوم في منطقتي جبل مبارك وفنان.
وتجري الوزارة دراسات أخرى لاستكشاف فرص تعدين الفوسفات والبوتاس في مناطق جديدة في منطقتي الريشة واللسان.
أما شركة التعدين العربية فقد تأسست عام 1975 بقرار من مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية، ومقرها عمان، وشاركت في 25 مشروعًا استخراجيًا وصناعيًا وتجاريًا في 11 دولة عربية.